الصيادون ذئباً، صدم الذئب في فراره، فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس.  قال الذئب:  – أيها الرجل، خبئني؛

فالصيادون يطاردونني.  أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه. ووصل الصيادون عدواً، وسألوا:  – هل رأيت

الذئب؟  أجاب الفلاح:  – لم أر ذئباً.  وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفنرس الفلاح.  – يا ذئب، لا بد أن

تكون بلا ضمير: لقد أنقدتك وتريد أن تفنرسني!  فردّ عليه الذئب:  -معروف الآخرين سرعان ما ينسى.  كلا، اسأل الناس يقولون لك

إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى.  اقترح الذئب:- لنمض في طريقنا معاً، أتريد؟ وسنطرح على أول عابر طريق السؤال التالي:

هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى؟ فإذا كان الجواب: لا يُنسى تركتك وشأنك؛ لكن إذا كان الجواب: يُنسى

بسرعة، التهمتك. صادفا فرساً مُسنّةً لا تكاد ترى طريقها.  سألها الفلاح:-قولي لنا، يا فرس ما رأيك: هل يُنسى المعروف الذي أسدي

إلينا قديماً، أو لا يُنسى؟  أجابت الفرسُ:لقد عشت اثنتي عشرة سنة عند . معلمي، وأعطيته اثني عشر مهراً، دون أن أكفّ عن النقل

والحراثة، وفي العام الماضي، فقدت بصري، لكنني تابعت عملي، كنتُ أطحن الحبوب. وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران

ووقعتُ  تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت سحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه. وجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *