أخرج منه إلا بشق النفس، وإلى أين أذهب؟ لست أدري. قال الذئب:- أنت ترى أيها الرجل! معروف الآخرين، سرعان ما يُنسى.
أجاب الفلاح – انتظر، ولنسأل أيضاً. وجدوا على طريقهم بعد ذلك كلباً مسناً يجر نفسه على مؤخرته جرا ويتقدم ببطء. قال له
الفلاح: – قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أو لا يُنسى. – لقد عشتُ عند معلمي خمسة عشر عاماً،
حرستُ فيها البيت، ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض. لكنني كبرتُ، وفقدت أسناني، فطرادوني من المزرعة، ثم
أوسعوني ضراباً بعريش مكسور. وها أنت ترى أنني أسير بقدر ما أستطيع، على غير هدى، وعلى كل حال سأتوقف في موضع هو
أبعد ما يكون عن معلمي القديم. قال الذئب إذ ذاك: – سمعته؟ لكن الفلاح كرّر: – انتظر أيضاً اللقاء الثالث. لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:
– يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟ قال الثعلب: -ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ
هذا السؤال؟ – لماذا؟ الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه
الساعة. – ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما. أجاب
الفلاح: -إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله. قال الذئب: – هذا صحيح. قال الثعلب حينئذ: -لن أصدق شيئاً من ذلك